العربية
100%
من كرامات المرقد العلوي

تركت قزوين.. وحطت رحالها في ارض النجف

       من مدينة قزوين التاريخية، تلك المدينة ذات الجمال الذي يحبس الأنفاس، التي تقع على مسافة تبلغ 135 كيلو متراً في الشمال الغربي من مدينة طهران، لاذت أفئدة المحبين لآل البيت بقبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله تبارك وتعالى كما ورد في حديث الإمام الصادق(عليه السلام) إذ يقول: (نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلا شفاه الله)، هو قبر وصي رسول الله حقاً إمام المتقين أمير المؤمنين(عليه السلام) متوجهة من مسكنها الذي تقطن فيه في أطراف قزوين احدى مدن إيران إلى أن حطت ركابها أرض النجف واستقرت فيها.

     نعم دخلت هذه العائلة في بحبوحة القرب الإلهي وبابه هو حب آل البيت والاقتداء بهديهم والسير على خطاهم، فهم سفينة النجاة التي من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك وغرق، دخلت مدينة النجف الاشرف وسارت إلى ضريح امير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وهي تحمل ابنها (صابر)، وهو ابن الثلاث سنوات، الذي اصيب بالشلل منذ ولادته وعلى اثر ذلك كان لا يستطيع المشي والنطق ولم يتمكن الاطباء المختصون من إيجاد العلاج الشافي لدائه، فكان لزاماً عليها ان تتحرك إلى الوسيلة التي يتقرب بها إلى الله تعالى، فحثت تلك العائلة (عائلة الطفل صابر الموسوي) خطاها ووصلت إلى الضريح المطهر لأمير المؤمنين وكلها أملٌ في حصولها على مبتغاها وشفاء ولدها من هذه العلّة، فتوجهت وهي موقنة أنها تدرك ذلك المطلب، فدخلت في اجواء الدعاء والتوسل بالقرب من الضريح المطهر لأمير المؤمنين(عليه السلام)، وهي تتوسل بالله عز وجل وتستشفع بأمير المؤمنين(عليه السلام) وسط جمع من الزائرين الذين رقوا لبكاء الأم لطفلها، وربما شاركوها في الدعاء والتوسل، وكانوا مصداقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما من عبد مؤمن دعا للمؤمنين ‏والمؤمنات بظهر الغيب، إلا رد الله عز وجل، مثل الذي دعا لهم)، وبالفعل ما هي إلا ساعة وإذا بالابن وقد‏ تعافى، وهو يمشي على قدميه، والفرحة تملأ سريرته، والضحكات يطلقها الواحدة تلو الاخرى، اما أمه فما كان منها إلا أن تبكي بكاءً شديداً لاستجابة الدعاء، بكاء الفرح.. فرحةٌ بما منّ الله تعالى عليها من مسير فلذة كبدها، وراح الطفل (صابر الموسوي) يقفز من مكان إلى آخر ثم يركض تارة أخرى ووالدته تركض وراءه وهي تضمه وتقبله وأعينها تفيض من الدمع لما تراه مما حل بطفلها بمشيئة الله تعالى وشفاعة أمير المؤمنين(عليه السلام)، وهكذا تكرر الموقف عدة مرات لتصدق ما تراه وكأنّ الحدث الذي أمامها حلم ستستفيق منه.

    وما هي إلا لحظات حتى بدء الطفل بالتحدث مع والدته بلهجة متعثرة بعدما كان فاقداً لقدرة النطق، فاحتشدت جموع الزائرين حول هذا الطفل ووالدته والبعض منهم أخذ بالبكاء والتوسل لقضاء حوائجه، وقد حدثت هذه الكرامة في الصحن العلوي المطهر على صاحبها آلاف التحيات والسلام في مساء الثالث والعشرين من شهر جمادى الاولى عام 1427هـ[1].

 

 

 

------------------------------------------------------

[1] ينظر: علاء حيدر المرعبي, مع أريج الفائزين بكرامات أمير المؤمنين.