العربية
مرقد أمير المؤمنين(ع) يشهد مراسم رفع راية أبي عبد الله الحسين (ع) إيذاناً ببدء إحياء محرم الحرام
الاخبار

مرقد أمير المؤمنين(ع) يشهد مراسم رفع راية أبي عبد الله الحسين (ع) إيذاناً ببدء إحياء محرم الحرام

منذ ٦ سنين - ٢١ سبتمبر ٢٠١٧ ١٧٨٧
مشاركة
مشاركة

شهدت أروقة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) المراسم السنوية الخاصة بتبديل راية محرم الحرام إيذاناً ببدء إحياء فعاليات عاشوراء الإمام الحسين "عليه السلام"، بحضور رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الدين الموسوي ورئيس وأعضاء لجنة إدارة العتبة العلوية المقدسة، وممثلي مراجع الدين العظام ونخبة من فضلاء الحوزة العلمية الشريفة، مع حضور رئيس مجلس المحافظة ومحافظ النجف الأشرف ووزير الشباب والرياضة ومسؤولي الدوائر الأمنية والخدمية بالمحافظة وجمع غفير من الزائرين الكرام.

مرقد أمير المؤمنين(ع) يشهد مراسم رفع راية أبي عبد الله الحسين (ع) إيذاناً ببدء إحياء محرم الحرام
ملء الشاشة

وابتدأت المراسم بقراءة آي من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين القارئ السيد حيدر الميالي، ثم كانت الكلمة لرئيس لجنة إدارة العتبة العلوية الحاج محمد حسن رزوقي، جاء في نصها:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

السلام عليك يا مولاي يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا عبد الله، أيها المظلوم الشهيد بكربلاء، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ورحمة الله وبركاته.

أيها الحضور الكريم، مع  إطلالة شهر الأحزان، شهر محرم الحرام، إذ تنشر الملائكة أجنحتها حزنا على مصاب آل الرسول (صلوات الله وسلامه عليهم )، ننشر راية الحزن على مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام)، لنعزيه ونعزي أنفسنا بمصاب فلذة كبده (عليه السلام)، الذي سطر في هذه الذكرى يوما من أيام الله الخالدة، ورسم ملحمة تتغنى بها الأجيال، وتستنشق منها عطر القيم الإنسانية التي جاء بها ديننا العظيم، وحفل بها قرآننا الكريم.

أيها السادة الأفاضل، لنجعل من هذه المناسبة الحزينة بادرة يقظة في الأسماع والأبصار والأفئدة لنعرف من خلالها غاية وجودنا في هذه الحياة، فذلك هو الأساس الذي ضحى الإمام الحسين (عليه السلام)، بدمه من أجل تحقيقه ..

فعلى الرغم من مرور أربعة عشر قرناً من الزمان على فاجعة الطف، مازال دم الحسين (عليه السلام) حاضرا، ومازالت قضيته تشغل القلوب والأفئدة والأذهان، وكأنها حدثت بالأمس القريب، إنه سر عاشوراء، وسر الخلود الحسيني، الذي رسم لنا أسمى الأهداف الإنسانية من تسامح وعفو وتواضع ومحبة وحسن عِشرة.

السلام عليك يا رسول الله وعلى وصيك علي بن أبي طالب وعلى بضعتك فاطمة الزهراء وعلى سبطيك الحسن والحسين .. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

ثم كانت الكلمة لرئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الدين الموسوي، أكد فيها:" إن شهر محرم هو شهر مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهي المدرسة العظيمة التي تفتح أبوابها من جديد، ولم تغلقها قط . تلك المدرسة التي تستوعب جميع الناس ، الفقير والغني ، والصغير والكبير ، وهي التي تعيد إلينا شريعة الله تبارك وتعالى وسنة نبيه محمد (صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار).

وأكد السيد الموسوي في كلمته " نحن الآن على مشارف دورة جديدة لهذه المدرسة الإلهية يجتمع فيها الكل ويدخل الجميع تحت خيمة الحسين (عليه السلام) ليستمعوا إلى مجالس الوعظ والإرشاد والأحكام الفقهية  والاخلاقية والإخلاص في العمل وغيرها من المجالس التي تصوغنا من جديد لتخرج أبطالا كأبطال الحشد الشعبي الذين يسطرون بدمائهم أروع الملاحم .. هذه المدرسة مدرسة المواكب التي خرجت من تحت المنبر الحسيني العظيم جميع الذين قاموا بالتضحية والفداء.

وختم السيد الموسوي كلمته بالقول " لنعاهد الحسين "عليه السلام" اننا لبينا النداء، نداءه وصرخته التي أطلقها في كربلاء ولنذرف دموع الحزن والجزع على مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، والحمد لله الذي جعلنا ممن يتفاعل مع قضية الحسين (عليه السلام)، وأن يثبتنا على خطى الأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، الذي أوصوا بالتفجع على هذه المصيبة العظيمة، وأن يوفقنا الله تعالى لما فيه الخير والصلاح وجزى الله تعالى الشيعة خير الجزاء وهم يرفعون راية الحسين (عليه السلام) في كل بقاع الدنيا، ونسأله "عز وجل" أن يعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

بعدها جرت مراسم تبديل الراية المباركة الخضراء لأمير المؤمنين "عليه السلام"، الى راية الأحزان السوداء الخاصة بالإمام الحسين "عليه السلام" صاحبها أنشودة راية الأحزان لفرقة إنشاد العتبة العلوية المقدسة تلاها نعي حسيني تفاعل معه الحاضرون في رحاب مرقد أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، ثم كان مسك الختام قراءة زيارة عاشوراء المخصوصة ثم مجلس حسيني أقيم في رحاب الصحن الحيدري الشريف.