ضمن اللقاء الأسبوعي الذي يقوم به الأمين العام للعتبة المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين مع المنتسبين ، وفي تكملته لحديثه عن زيارة أهل البيت الاطهار عليهم السلام ، قال : "في الحديث تتمة لما سبق أن بدأنا به في الأسابيع الماضية وهي ان زيارة اهل البيت عليهم السلام هي عبادة من العبادات الاسلامية وعليه يجب ان تؤخذ بهذا الاعتبار لان للعبادة في الاسلام أبعاد مختلفة .

1)     البعد الأخروي الذي جعل لكل عبادة ثوابها عند الله تعالى

2)     البعد التربوي إذ أن الحكمة الالهية ينما شرعت الدين ورسمت احكامه من اجل الاخذ بيد الانسان في طريق التكامل الذاتي وهذا

كما يجب ملاحظته في غير الزيارة .

وهذا ما أكدت عليه طوائف من الاحاديث الواردة فيها .. ويمكن تقسيم هذه الطوائف الى ثلاث .

الاولى : ما ورد فصح اللسان مطلقا (كمن زار رسول الله (ص وآله ) كان له من الاجر كذا وكذا .

الثانية :ما جمعت فيه من الأسس التربوية للإنسان المسلم وقد قرأنا منها العديد من الأحاديث من اجل أن نضع المسلم في الآفاق أدوات للتربية الإسلامية .

الثالثة : ما ركّز على عرفان الحق للإمام المزور وقد قرأنا في الاسبوع الماضي بعض الروايات التي بينت المقصود في هذا العرفان يبدأ من كون إمامة الامام المزور من الله تعالى وانه معين من الله تعالى وبحجة شرعية قاطعة .

اما كون الإمامة من الله لأنها جزء من الدين الذي هو من الله تعالى ولا يمكن أن تكون من غيره إذ لا يسمح لأحد أن يتدخل في شؤون الدين بدون اذن منه وهو ما تعينه الآية الكريمة (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناسِ إماما) ومن هنا كانت وظائف الأنبياء والرسل مختصرة بخصوص التبليغ عن الله سبحانه وتعالى ولم يسمح لأي منهم ان يقول في الدين بغير ما أراد الله منه تبليغه الى الناس (وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ) .

(ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ....الخ)

وهكذا فحيث ينطق القران برسالة النبي ص واله علمنا ان هذه الرسالة من الله تعالى وحيث ....؟ الرسول صلى الله عليه وآله إمامة علي وأبنائه الطيبين كان لابد ان تعلم انها امامة من الله وليست من النبي ص وآله وهو ما أكد عليه الرسول في جواب الحارث الكندي الذي قال له في الحديث المأثور بين المسلمين حينما اعلن ولاية علي يوم (غدير خم ) أهذا منك أو من الله ؟ فأجابه الرسول والله انه من الله .

وبهذا نعلم إن تسلسل الإمامة في الأئمة الإثنى عشر هو أمر وتعيين رباني ولم يؤكد امام منهم على من يأتي بعده إلا من اجل بيان حجة الله واعلام البشرية بما قررته الحكمة الربانية دون غيرها ولم يكن دور الامام السابق الا تبليغ هذه الامامة الى العباد .

هذا في وقت يجب أن نلحظ أن للإمامة كما للرسالة امتيازها واعجازها ويجب ان يؤخذ هذا الامتياز والاعجاز في الايمان بهم والانتهاج بنهجهم عليهم السلام وكما ان بعض هذا الإعجاز حدوده التاريخية التي واكبت حياتهم عليهم السلام في ازمتهم حيث روت معاجز قاموا بها في تلك الازمنة . هناك اعجازات ابدية لهم قائمة مع قيام دورهم في البشرية والى يوم القيامة وبعض هذه الاعجازات وحدتهم مع القران في بيانه وخصائصه وبيناته وكما اشار اليه الرسول الكريم في حديث الثقلين اذ قال فأن اللطيف الخبير أنبأني إنهما لن يفترقا حتى يرد علي الحوض .

وهذا ما يمكن لكل مفكِّر أن يجده في تراث اي من هؤلاء الصفوة المطهرين الإثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ....

فالسلام عليهم يوم ولدوا ويوم يتوفون ويوم يبعثون احياء